الكل في هذا الكون يتقلب بين الأفكار والأحداث والرغبات والأماني والأفراح والأتراح هي الحياة يموج الجميع في محيطاتها المترامية مابين هالكِِ وناجِِ ومنتظر على شواطئ الأيام ، يأخذني الفضول مابين غفوته وصحوته لكي أشاهد الحالات في برنامج الواتس اب فيقف العجب مبتسماً كأنك تصافح الأرواح في حالاتها وفطرتها .

تجد حالة لشخص ما فيها من الأسى والحزن على فقيد اخذته الايام فجأة من بين محبيه والكلمات ترثيه فتثير الأشواق وفاءً لمحبته .
وأخرى لآخر فيها الحب متوشحاً بفل الأناقة وورد الحياة والأبيات الشعرية الجميلة ممزوجة بنغمات الموسيقى التي تجعل القلب يتراقص معها طربا وفنّا وجمالا فيكون الإعجاب منك إنصافا له وتصفيقا بفيسات الفرح مشاركة لهذا العزف والجمال .

وما هي إلا ثوان معدودة حتى تنجلي وتاتي اخرى لآخر قد تزينت بالادعية المأثورة والأذكار اليومية وورد من القران وفي سياقها نصيحة للمفاصل والعظام والأعضاء بلزوم ركعتي الضحى.

وحالة تليها لآخر تجد فيها النقيضين وقد تمايل فيها الجمال وتنامى الحب عشقاً وبساطة بين الضلوع فكانت معازيف الطرب تجعل الفؤاد مغرما والحب متيماً بأعذب الكلمات وأجمل الألحان والمطربات يتمايلن كأنهن في حدائق الحياة يغزلن الغرام من أوراق الورود .

وأخرى لآخر فيها الحكمة نبراسا والوعظ والإرشاد منهاجه القويم وكان الوعاظ في مقاطع صغيرة يحذرون بأن الدنيا فانية وساعاتها معدودة فلا تغفل في غفوة اللهو وكن يقظاً واجعل سيفك في يمينك لكل من يحاول أن يجرفك نحو الشهوات والرغبات ،

واخرى لآخر قد شابت رموش عينيه بعد التقاعد ومال التعب برأسه على كتفيه شوقًا للذكريات وشاعره يبكي على الأطلال بقصائد وأبيات فيها نصحٍ لأهل الوفاء ومازال في داخله صوت خافت لا يجد له أُذُنَا صاغية .

وأخرى لآخر ناقل في صفحته لأي رسالة تصل إليه إن كانت دعاء أو نصيحة أو صورة أو مقطعا وجعل اللصق والإرسال بريده الزاجل ، وهو لم يقرأ منها شيئا وجعلها صدقة جارية لميت من أقاربه .

وأخرى لآخر فيها من الذهول قد لف كفن الموت على رأسه من نصيحة عابرة قسمت قلبه نصفين لداعية ذهولاً ورهبه وأطلق العنان في حالته بكل شاردة وواردة لهذا الشيخ دون غيره.

وأخرى لآخر قد نصب خيمته جودا وعزا وكرامة وجعل الشيلات تتراقص ترحيبا بالضيوف وأقام الولائم وجعل التصوير فنا وإبداعا لهذا الكرم .

وأخرى لآخر قل استل سيف الشجاعة وامتطى جواد الزواج بعد أن انقشع عنه غبار الخوف حتى بات سيدا في فراشه وان التعدد من فوائد الحياة لما له من فضائلٍ ومحاسن.

وأخرى لآخر فيها الهندسة المعمارية قد تفننت بمخطط عقاري وسكني فيه ارقام جميله لقطع متجاورات على الأربعين والثلاثين والعشرين حتى جعلت الأرصدة في البنوك تسيل ريالاتها نحو هذا المخطط وارقامه .

وأخرى أخيرة لآخر يمشي حافي القدمين وقد تأبط عصاته يخط بها في رمال الحب بقصائد غرام قيس بن الملوح وعنترة بن شداد والشوق هائماً به نحو الماضي والبكاء على الأطلال في ديار عبلة وليلى
تجره الأماني نحو ذاك الزمان وقد ارخى ذوائب شَعرِه تقمصاً لحياتهم.

إنها الحياة أيها الأنيق فيها مفارقة عجيبه يعيشها الناس حسب أهوائهم وظروفهم ولكنها يتخللها الإعجاب راحة بلمساته الجميلة فقد توافق نزوات الفضول في نفسك فتجد التناغم والانشراح يبيعك ما يمتع اذنيك ويطيب منه قلبك .

ابتسم أيها الأنيق
هكذا نعيش في الحياة